أخر الاخبار

ماهو الفرق بين توجيه الممثل وتدريبه؟

إن الفرق بين توجيه الممثل وتدريب الممثل يتمثل في الهدف والوسيلة ، ماهو الفرق بين توجيه الممثل وتدريبه؟ فاختلاف الأهداف يؤدي بالضرورة إلي اختلاف الوسائل. فالتوجيه يستهدف شكل محدد من الأداء ، وهو هدف وقتي محدد في لقطة او مشهد معين. وتتراوح الأساليب هنا بين التجاهل أو عدم التوجيه وترك المخرج للممثل يفعل ما يريد ( كما هو حال معظم مخرجينا الآن ) وبين الدعوة الصريحة للنسخ. أي أن يقوم المخرج بالتمثيل نيابة عن الممثل لتوضيح ما يريده ، وفي الغالب يكون المخرج ممثلا فاشلا فتصبح النتيجة مفتعلة ، وبين هذا وذاك توجد العديد من الأساليب الاخري يصعب حصرها هنا.

ماهو الفرق بين توجيه الممثل وتدريبه؟

توجيه الممثل في السينما والتليفزيون

هناك دراسات هامة في هذا المجال معظمها باللغة الإنجليزية ، منها دراسة واحدة مترجمة بعنوان : توجيه الممثل في السينما والتليفزيون تأليف : جوديث ويستون وترجمة : أحمد الحضري ، نشر في الهيئة المصرية العامة للكتاب ، سلسلة الألف كتاب الثاني. أنصح مخرجينا ، إن كان لي حق النصح ، بالاطلاع عليها ودراستها تفصيلا. الهدف اذن من توجيه الممثل هو بشكل عام ، تحقيق أفضل نتيجة ممكنة. حتي وان اضطر المخرج إلي إخفاء عيوب الممثل ، بواسطة زاوية الكاميرا والمونتاج. وتكمن الصعوبة في توجيه الممثل في وجود او عدم وجود الثقة المتبادلة بين الممثل والمخرج ، فمن الضروري أن يتعاونا معا.

وأن يحترم كل منهما منطقة الإبداع الخاصة بالآخر ، فالممثل يعد أهم عناصر العملية الإخراجية، فهو الحامل والناقل الأول لرؤية المخرج. وهو يحس في نفس الوقت ، انه هو الأقرب للشخصية الدرامية ، هو المتلامس معها ، يحس نبضها في داخله ، وبالتالي له الحق في تحديد شكل أداءها. هذا بينما يري المخرج أنه هو صاحب الرؤية الاعم والأشمل لكل عناصر العمل الدرامي ولهذا يهدف إلي توظيف أداء الممثل داخل هذه الرؤية ، برضاه او رغما عنه. الممثل يري جزء خاصا به من الصورة ، في حين يري المخرج الصورة بكاملها.

والصراع بينهما هو صراع ارادات. وبالطبع لن يكون إن حدث في صالح العمل الفني. فالممثل لا يري نفسه اثناء تمثيله ولذا يحتاج بالضرورة إلي عين المخرج. يحتاج إلي التوجيه ، حتي لا يخرج عن المسار المطلوب ، ولكن قد يكون المخرج ليس علي القدر الكافي من العلم بطبيعة وسيكولوجية الممثل وقد تكون الصورة المحددة للأداء غير واضحة تماما في ذهنه. وقد تكون محددة ولكنه لا يجيد التعبير عنها او شرحها بوضوح.


لابد أن يكون التوجيه قابلا للتنفيذ

علي اي حال لابد أن يكون التوجيه قابلا للتنفيذ ، وأن يتبع أحد الاساليب الناجحة. هذا بإختصار ما يتعلق بتوجيه الممثل ، اما تدريب الممثل فهو أمر مختلف تماما. فهو أحد العلوم التربوية الخاصة بالتدريب علي اكتساب المهارات والفنون الآدائية. والهدف هنا هو اكتشاف الممثل لامكانياته الآدائية وكيفية توظيفها. وبالطبع يستغرق هذا وقتا قد يمتد لسنوات ، ولذا يعد تدريب الممثل بمثابة الرحلة التي علي الممثل ان يقطعها لاكتشاف ذاته ، أو لإعادة اكتشافها. ودور المدرب هنا هو دور الدليل والمرشد وليس دور المعلم او الملقن او الموجه ، فمدرب التمثيل لابد وان يكون خبيرا بمسالك وطرق صحراء التمثيل هذه ، وأن يترك المتدرب يجرب بنفسه. وقد يدعه أحيانا يسير في الدرب الخاطئ ، فالرحلة بكاملها قائمة علي التجربة والخطأ ، وفيها قد يكون الخطأ أهم من الصواب.

فعن طريق الأخطاء يدرك المتدرب كيفية الوصول الي ما هو مناسب وصحيح بالنسبة له ، وايضا بالنسبة لقواعد الوسيط ( مسرح او سينما وتليفزيون ). مجموعة من الشروط لابد من توافرها في مدرب التمثيل الجيد هناك بشكل عام مجموعة من الشروط لابد من توافرها في مدرب التمثيل الجيد : إن يدرك بوضوح الفرق بين تدريب الممثل وتوجيه الممثل. إن يكون لديه برنامج محدد للتدريب وهل هو للتمثيل للمسرح أم للكاميرا ، وما سيستغرقه من وقت ( يفترض أن لا يقل الزمن اللازم لتدريب الممثل المبتدئ عن 150 ساعة ). وكذلك توصيف واضح ومعلن لمراحل هذا البرنامج ومدة كل مرحلة ، والهدف منها. إن يكون قد مر بخبرة العمل كمساعد لمدرب مخضرم. عدم قبول أي شخص يرغب في التدريب. فالتمثيل مهارة أدائية يتطلب اكتسابها إستعدادا فطريا خاصا ، وهناك طرق مختلفة لقياس هذا الإستعداد ومن الضروري أن يكون ملما بها.

الوعي والخبرة بالجانب التربوي والنفسي لعملية التدريب ، والاختلافات الشخصية للمتدربين وأشكال اكتساب كل منهم للمهارة. فهو هنا لا يتعامل مع مادة لها قانون موضوعي مثل الالة الموسيقية مثلا. وإنما يتعامل مع مادة يختلف قانونها بأختلاف البشر واعمارهم وطبيعتهم ومستوي تعليمهم وطبقتهم الاجتماعية وغير ذلك مما يجعل الأمر يتسم بالتعقيد. إن يتجاوز ، إذا كان ممثلا سابقا او حاليا ، خبرته وتجربته هو كممثل ولا يحاول أن يجعل المتدربين يمثلون مثله ، وهو أمر ليس سهلا ويحتاج إلي نكران كبير للذات. لا يجعل الآخرين يسيرون في نفس الطريق الذي سلكه هو من قبل ، مهما كان نجاحه فيه ، فهناك العديد من الطرق تؤدي إلي روما

بقلم الأستاذ الدكتور / محمد عبد الهادى

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-