أخر الاخبار

هل قراءة كتب عن التمثيل مفيدة للممثل؟

دعونا نقوم بعرض بعض الأفكار الخاصة اولا. هل قراءة كتب عن التمثيل مفيدة للممثل؟

هل قراءة كتب عن التمثيل مفيدة للممثل؟

ماهو التمثيل؟

التمثيل هو استجابة انفعالية حقيقية ( او تبدو حقيقية ) لمثير وهمي او غير حقيقي علي ان تتم هذه الاستجابة داخل نسق درامي ومن خلال شخصية درامية.

تعرض إمام جمهور وهو ما يستلزم مهارة ادائية لا تعلم وانما تكتسب بالتجربة والخطاء. وعلي ذلك يعد التمثيل أحد فنون الأداء.

أي أنه شكل من أشكال الفن الذي يستلزم بالضرورة وجود متلقي او متفرج مباشر له ، فلا يمكن تصور تمثيل دون جمهور.

أن الأداء أيا كان نوعه او شكله ، يتطلب مهارة ، وحين ترتقي هذه المهارة ، وتستلزم استعدادا فطريا لاكتسابها ، تصبح فنا. إن المهارات في حياتنا متعددة.

فالمشي مثلا او قيادة السيارة او السباحة وغيرها مهارات ، ولكنها غير ادائية فهي لا تؤدي امام جمهور ، والمهارة بشكل عام لا تعلم ، أي لا يستطيع أحد أن يعلمنا اياها.

فهي تكتسب بالتجربة والخطأ ، وهي في الامثلة السابقة لا تحتاج الي استعداد فطري معين لاكتسابها.

علي خلاف الغناء او العزف علي آلة موسيقية مثلا وكذلك التمثيل ، فهي جميعا مهارات تتطلب إستعدادا فطريا محددا.


كل ما كتب عن التمثيل لن تجعل منك ممثلا

لاكتساب أي مهارة إذن نحتاج إلي التدريب او إلي الممارسة العملية او بمعني ادق إلي التجربة والخطأ ، وليس إلي المعلومات.

إن قراءة كل ما كتب عن قيادة السيارات مثلا لن تجعل منك سائقا ، كما أن قراءة كل ما كتب عن التمثيل لن تجعل منك ممثلا. تتعلق المعلومات دائما بالوعي.

في حين تتعلق المهارات دائما بما يسمي ( تحت الوعي ) ، فهو من يقوم بتوجيه المهارة وتنفيذها دون أن نلاحظ ذلك او ننتبه له بشكل واعي.

بل أن الوعي هنا يفسد التنفيذ ، فمثلا انت لا تنتبه وانت تقود سيارة متي تضغط علي الفرامل ومتي تزيد او تخفض السرعة.

بل قد تصل الي منزلك ولا تتذكر حتي من أي طريق سلكت ، انت لا تقود السيارة بالوعي ولا باللاوعي وإنما ( بتحت الوعي ).

كذلك التمثيل يجب أن يتم بتوجيه لا من الوعي وإنما بتوجيه من تحت الوعي. التمثيل إذن في أساسه مهارة ادائية تكتسب ولا تعلم.

فالممثل لا يحتاج إلي مدرس يقدم له معلومات ، او الي كتاب يشرح له مناهج اومدارس التمثيل المختلفة ، وإنما يحتاج إلي مدرب يقوم بتوجيهه أثناء التجربة العملية المتفردة.

التي علي الممثل ان يقوم بها هو بنفسه ، لكي يكتشف طريقته الخاصة ويكتسب المهارة اللازمة.

ولكن لا يعني هذا ان القراءة في كتب التمثيل ومناهجه غير مفيدة ، هي لا شك مفيدة لا من زاوية ان تعرف عن طريقها كيف تمثل.

ولكن من زاوية زيادة المعرفة بموضوع التمثيل عامة ، فهي تدور في نطاق النظرية والتنظير.

ولذا هي تخص النقاد والدارسين والمدربين أكثر ما تخص الممثلين ، ولا أدل علي ذلك من أن التمثيل قد وجد اولا وبزمن طويل ، قبل أولي محاولات تنظيره او الكتابة عنه.


السبيل الاساسي لاكتساب المهارة اللازمة للتمثيل

ولكن ماهي الفائدة منها تحديدا فيما يخص الممثل. هناك نوعين من هذه الكتب ، كتب تتحدث في المناهج والمدارس المختلفة وهي نظرية بحتة.

واخري تتضمن شرح لمنهج مع ذكر بعض التدريبات في الجانب التطبيقي له ، وهي بالتأكيد أكثر فائدة من سابقتها.

ولذا تأتي قراءتها في المقام الأول. أنني أدعو اي ممثل ، خاصة إذا كان في بداية الطريق ، ناصحا إلي ممارسة التدريب ثم التدريب.

فهو السبيل الاساسي لاكتساب المهارة اللازمة للتمثيل ، سواء إمام الكاميرا او امام الجمهور. ثم تأتي القراءة بعد ذلك وليس قبل.

بقلم الأستاذ الدكتور / محمد عبد الهادى 🎥

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-